نظمت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية محاضرة بعنوان "الزراعة المستدامة: من أجل مستقبل مستدام للأجيال المقبلة"، حيث تناولت المحاضرة محاور عدة منها دور الزراعة المستدامة في توفير غذاء كافٍ للجميع، ودور التقنيات الحديثة في تعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي، وأهمية الزراعة في تحسين الاقتصاد من خلال خلق فرص عمل للمجتمعات، إضافة إلى التحديات التي تواجه العالم في تأمين الاحتياجات الكاملة من المحاصيل وأهمها تغير المناخ ونقص الموارد الطبيعية.
وسلط المحاضر المهندس عامر علي الكثيري مهندس زراعي رئيسي في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، الضوء على أهمية ترسيخ مفهوم الاستدامة في الزراعة وجدوى تطبيقها لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي في المستقبل، مشيراً إلى أن الاستدامة في الزراعة لا تقتصر على حماية البيئة فقط، بل تشمل أيضاً تحسين الكفاءة الاقتصادية والاجتماعية في القطاع الزراعي.
وأوضح المحاضر أن دولة الإمارات تولي اهتماماً بالغاً بتطبيق الممارسات الزراعية المستدامة من خلال إطلاق المبادرات المبتكرة وتسخير الإمكانات العلمية والعملية للتوسع في المنتجات الزراعية المحلية على نحو مستدام ومجدي اقتصاديا حيث أن تبني الممارسات الزراعية الجيدة يساهم بشكل جوهري في تعزيز سلامة وجودة الغذاء وحماية البيئة وتعزيز منظومة الأمن الغذائي، مستشهداً بالبرنامج الوطني الذي أطلقته القيادة الرشيدة "ازرع الإمارات" والذي يهدف إلى تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلي ذي القيمة الغذائية العالية، إضافة إلى تعزيز منظومة الاستدامة البيئية عبر المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية والحفاظ على جودة الموارد الطبيعية مثل التربة والمياه.
وأشار المحاضر إلى دور المجتمع في دعم تبني التقنيات الزراعية الحديثة على نطاق واسع، مشيراً إلى أن تبني أنظمة التكنولوجيا الزراعية الحديثة يساهم في تقليل وترشيد استهلاك المياه، والمحافظة على صحة النبات، والحماية من الآفات، وتوفير استخدام المدخلات الزراعية كالأسمدة والمبيدات، وخفض معدل الفاقد من المنتجات الزراعية، وتحسين جودة ومواصفات المنتجات الزراعية، إضافة إلى تقليل التكاليف التشغيلية الأخرى.
كما سلط المحاضر على دور الاقتصاد الدائري في الاستدامة الزراعية باعتباره نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد وتطرق إلى أهم الممارسات الزراعية التي تدعم هذا الاتجاه منها تقليل الهدر في استخدام المياه والأسمدة والطاقة من خلال اعتماد تقنيات إعادة التدوير وإعادة الاستخدام في العمليات الزراعية بالإضافة إلى اتباع أساليب زراعية تقلل الهدر وتزيد من كفاءة الإنتاج.
وشكل الاهتمام بالزراعة ومكافحة التصحر أولوية في فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أسهمت جهود الوالد المؤسس في قهر الصحراء من خلال زراعة ملايين من أشجار النخيل، وتأسيس نهضة زراعية كبيرة حولت صحراء دولة الإمارات إلى مروج خضراء، كما واصلت قيادتنا الرشيدة مسيرة استدامة القطاع الزراعي بإطلاق العديد من المبادرات والمشاريع والتي أسهمت في إحداث طفرة كبرى في الحركة الزراعية.
وتأتي المحاضرة ضمن برنامج تمكين الموارد والكفاءات البشرية الذي تنتهجه "مؤسسة زايد الإنسانية" لترسيخ ثقافة العمل الخيري في كافة القطاعات لاسيما في قطاعات الاستدامة والزراعة وحفظ الأمن الغذائي ومكافحة الجوع لبعض المجتمعات حول العالم، إضافة إلى أولوياتها في الحفاظ على البيئة والتصدي لتغيرات المناخ، لضمان مستقبل صحي وآمن للأجيال الحالية والقادمة.