الأربعاء, أبريل 3, 2019 أبوظبي - الامارات العربية المتحدة

مركز الشيخ زايد وجهة للدراسات العربية في قلب بكين

خلال زيارة تاريخية إلى الصين عام 1990.. قدم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منحة قيمتها 1.35 مليون دولار لجامعة الدراسات الأجنبية لإنشاء مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تم تأسيسه في بكين عام 1994، ليكون صرحاً علمياً ينشر الثقافة الإسلامية ومؤسسة تعليمية حجزت مكانها في الصفوف الأولى بين مثيلاتها في العالم أجمع، ونالت الإشادة والتقدير لما تقدمه من خدمات يستفيد منها آلاف الطلبة الراغبين في تعلم اللغة والثقافة العربية.. وقد أعيد افتتاح المركز عام 2012 ليواصل تخريج نخبة من الدارسين، الذين يتهافت عليهم سوق العمل، لشغل المواقع المميزة في «المجالات التجارية، الاقتصادية، الدبلوماسية، التجارية، الثقافية، التعليمية والإعلامية»، ولدى المركز مجموعة من الفعاليات، والندوات التي تركز موضوعاتها على الثقافة، وسط أجواء يتحفز لها الطلاب ويقبلون على المشاركة فيها.

التقدير الكبير
وقسم اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين تأسس في عام 1958 ليتحول بعد ذلك إلى كلية اللغة العربية في عام 1981، وجاء مركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين، والذي ساهمت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بتأثيث وتجهيز مبناه، ليعد منارة ترفع راية العلم، ونشر المعارف والثقافة الإسلامية، وهو ينال التقدير الكبير، ولديه سمعة عالمية جعلته قبلة الباحثين عن تعلم لغتنا العربية وما فيها من فروع مختلفة، التي ترتبط بمختلف العلوم، وتفتح أمام الدارسين أبواب المعرفة.
وليس ذلك فحسب.. فقد تم افتتاح مركز الشيخ زايد الثقافي في مدينة ووتشونغ بمنطقة هونغ سي بو التابعة لمقاطعة نينغشيا عام 2014، الذي يقدم خدماته لمسلمي الصين في إقليم نينغشيا، حيث يضم مسجداً سعته 1200 مصل للرجال، وبه مكان مخصص لـ300 من النساء، بالإضافة إلى فصول دراسية وأماكن لإقامة الدارسين، ومكتبة وبقية المرافق الخدمية اللازمة. 
مدير مركز الشيخ زايد في بكين لا يفوت مناسبة، إلا ويؤكد خلالها على زيادة جسور التواصل، ومد صلات التبادل الثقافي بين الصين والبلاد العربية والإسلامية، من خلال خدمات المركز المميزة التي تخضع للتدقيق والمراجعة المستمرة، لتحقق الهدف منها في رفد سوق الخريجين بالكوادر المشرفة لمسيرة المركز الممتدة عبر السنين، الأمر الذي جعل الخريج مصدر ثقة كبيرة في قدراته في اللغة العربية، ومدى درايته بالتاريخ العربي والإسلامي، ويقدمه إلى الآخرين وفق قواعده السليمة، مما زاد الإقبال على الدراسة بالمركز، حيث شغل الخريجون العديد من المناصب المهمة، في الأجهزة الحكومية والجامعات والسفارات والوزارات، في إطار خطة طموحة، تركز على تقديم الصين إلى العالم العربي.

التاريخ العربي
الدراسة في مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية تتناول سيرة ابن حيان والرازي والخوارزمي والبيروني والإدريسي وابن سينا وغيرهم من العلماء العرب والمسلمين الذين تميزوا في مختلف فروع الحياة، وأثروا بإنتاجهم الحضارة الإنسانية في العلوم والفلك والصيدلة والهندسة والكيمياء والجغرافيا والطب، وذلك عبر التاريخ العربي. وفيما يتعلق بالدراسة، فإن المركز يقدم دروساً تتعلق بالعالم العربي كالتاريخ والدين والسياسة والثقافة والأدب والثقافة، وتمكين الطلاب من التعرف على العالم العربي بصورة شاملة، بالإضافة إلى القراءة والمطالعة والاستماع والنحو والصرف والترجمة والإنشاء أو التعبير، كما أن إدارة المركز ينصب اهتمامها على اللغة العربية الفصحى والفلسفة وعلم الكلام والأدب والشعر العربي القديم والحديث، وليس ذلك فحسب، بل هناك اهتمام كبير بالدراسات التي ترتبط بنشأة وتطور العلاقات الصينية- العربية.
«الشؤون الدبلوماسية، الاقتصاد والتجارة، الحضارة والثقافة» هي ثلاثة برامج يطرحها المركز في السنتين الثالثة والرابعة من الدراسة، وفيما يتعلق بدراسة الماجستير والدكتوراه، فهناك الدراسات الاجتماعية والسياسية، والدراسات اللغوية والترجمة والأدب.

نظام الدراسة
وفقاً لما يذكره مدير المركز فإن نظام الدراسة يتجنب الطريقة التقليدية في التحصيل العلمي، ويقدم للدارسين التخصصات التي يلتحقون بها، بطريقة سلسة وبأسلوب متطور، بالإضافة إلى تغذية عقولهم بجرعة تصحح بعض المفاهيم المغلوطة عن المنطقة العربية وقضية الإرهاب التي ارتبطت خطأ في أذهان البعض بالإسلام، ليتأكد لهم أن الأمر اتخذته بعض الجماعات المتطرفة وسيلة لتحقيق مصالحها، في حين حقيقة الأمر غير ذلك تماماً، فالقاعدة العريضة للدين الحنيف تتجلى في روح التسامح والمحبة والعدل.
طلاب المركز أكد خلال زيارة إلى دولة الإمارات سعادتهم بدراسة اللغة العربية، والاطلاع على فروعها، رغم أنهم وجدوا صعوبة في البداية، لكن الأمر اختلف بالنسبة لهم عندما تعمقوا في الدراسة، التي أكسبتهم الكثير من الخبرات ومعرفة ثقافة عريقة، كثيراً ما سمعوا عنها، ليتسنى لهم تقديمها إلى العالم بطريقة صحيحة.