الأحد, يناير 28, 2018 أبوظبي - الامارات العربية المتحدة

مسجد ومركز سلاو هدية الامارات لمسلمي بريطانيا

«إننا نؤمن بأن الثروة التي حبانا الله بها يجب أن تعم أصدقاءنا وأشقاءنا»، مقولة للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» تعبر عن مسيرة العطاء، التي تنتهجها الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة، حيث أصبح العمل الإنساني أسلوب حياة، يسهم في ترك بصمة محلية وعالمية، وذلك عبر ما تقدمه جهات عدة في الإمارات منها، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، التي تقدم دعمها منذ 1992 حتى الآن إلى 166 دولة بقيمة 1.5 مليار درهم في مجالات متنوعة، «الصحة، المساعدات الإنسانية، المياه، الحج، الإغاثة، الجوانب الاجتماعية»، بالإضافة إلى إنشاء المراكز الثقافية والإنسانية والبحث العلمي والمؤسسات، التي تهتم بالتوعية والتعريف الصحيح بالدين الحنيف والعادات والآداب، مع دعم إسهامات العلماء في تطوير الحضارة الإنسانية عموماً، والمدارس ومعاهد التعليم العام والعالي ومراكز البحث العلمي والمكتبات العامة.
وقال سالم محمد بن كردوس العامري، مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، إن المؤسسة افتتحت عام 2001 في ضواحي بريطانيا مسجد ومركز الشيخ زايد الإسلامي في سلاو غرب لندن، وشهد حفل الافتتاح عدد كبير من المسؤولين بمدينة سلاو ورئيس المجلس البلدي بها، حيث أشادوا برعاية الإمارات وإيمانها بنشر قيم التسامح والتراحم بين البشر، ورعايتها لمشاريع اتخذت صبغة العالمية، كون مسجد ومركز الشيخ زايد بسلاو يعد الثالث على مستوى العالم، والسادس ضمن مشروعات المؤسسة بعد افتتاحها لمسجد الشيخ زايد في نيروبي في كينيا ومسجد الشيخ زايد بالعاصمة السويدية استوكهولم، ومساجد الشيخ زايد في عجمان، وأم القيوين والفجيرة. 
وتتنوع موضوعات خطب الجمعة في مسجد بسلاو، فقد ألقى أول خطبة علي الهاشمى مستشار الشؤون الدينية والقضائية في وزارة شؤون الرئاسة، وتناول خلالها الأبعاد والمعاني التي يحملها المسجد ووظيفته للإسلام والمسلمين، مبرزاً الأجر العظيم لمن يساهم في إنشاء بيوت الله وتعميرها، معرفاً بمكانة المسجد ودوره في التربية على قيم الإسلام ومبادئه السمحة.
ويتسع المسجد لأكثر من ألف مصل، ويتكون من ثلاثة أدوار تحتوي على مصليين، أحدهما للرجال، والثاني للنساء، ومرافق صحية، وقاعتين للمحاضرات والندوات، ومبنى لإعداد وتجهيز جنائز المسلمين، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمسجد الذي استغرق العمل فيه سنتين، نحو أربعة ملايين دولار. 
ولم تكتف الإمارات بهذا المسجد الكبير في نشر تعاليم الإسلام السمحة، ونقل الفكرة الصحيحة للدين الحنيف إلى الغرب، ففي عام 2008 خصصت المؤسسة 4.5 مليون دولار لكرسيي الأستاذية للدراسات الإسلامية في أعرق اثنتين من أعرق جامعات العالم، الأول في أكسفورد التي تعدّ أقدم جامعة في العالم الغربي المتحدث بالإنجليزية، وأقدم جامعات بريطانيا السبع العتيقة، ومن خيرة ورابع أفضل جامعات العالم والجامعة الأولى في المملكة المتحدة، حسب مؤشر تايم للجامعات لعام 2011، والثاني في جامعة كامبردج، التي تعتبر من أميز الجامعات في العالم، وقد تأسست عام 1209، وحصلت على 89 جائزة نوبل.

اهتمام إعلامي واسع 
لاقى افتتاح مسجد ومركز الشيخ زايد الإسلامي اهتماماً إعلامياً واسعاً في بريطانيا، حيث تناولته أهم الصحف العربية على مدى يومين وتصدر الخبر الصفحة الأولى لجريدة العرب الدولية تحت عنوان، «مكرمة جديدة للشيخ زايد.. مسجد يتسع لألف مصل»، كما تناولته كل من صحف «الزمان» اليومية، و«الشرق الأوسط» و«الحياة» وتعرضت له إذاعة لندن واصفة المشروع بهدية الشيخ زايد للمسلمين في بريطانيا، واعتبرته صحيفة «الزمان»، تأكيداً جديداً على قيم التسامح التي يؤمن بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، واعتبرته قناة «المستقلة» في نشراتها الإخبارية مكرمة من قائد عربي، واعتبر أعضاء المجلس البلدي في مدينة سلاو المشروع لبنة جديدة تساهم في الإثراء الحضاري والثقافي بالمدينة، ونقطة إشعاع تعرف بالحضارة العربية والإسلامية، وتساهم في استقطاب الجالية المسلمة في المنطقة التي يبلغ تعدادها 17 ألف نسمة، ويتميز المسجد بفضائه الفسيح وبتصميمه المعماري، الذي يراوح بين الطابع الأوروبي الفيكتوري، والطراز العربي الإسلامي، وزود بأحدث الأجهزة.